” ومن كل شيء خلقنا زوجين لعلكم تذكرون”
نشرت عدة دراسات عن الزوجية في الحياة . دللت فيما دللت عليه أن الزوجية قاعدة في كثير مما نشاهده ونلمسه من حولنا ، غير أن هناك كائنات دقيقة لا نراها بالعين المجردة حيه مثل : الطفيليات ، وغير حية مثل : الإليكترونات ، تنطبق عليها نفس القاعدة ، مما يدل على قدرة الله سبحانه وتعالى وحكمته في خلق الكون .
أضرب مثلاً لذلك بطفيلي الملاريا ، هذا الطفيلي بالغ الدقة ، يكفي أن نعرف أنه يعزو خلايا الدم الحمراء ويتكاثر داخلها بالانقسام ، خلايا الدم الحمراء نفسها بالغة الدقة إذ يجتمع منها على رأس دبوس نحو خمسة ملايين خلية . في مرحلة من مراحل تكاثر طفيلي الملاريا بالانقسام داخل كريات الدم الحمراء تتحول بعض الطفيلات إلى ذكر وأنثى . وعندما تعزو بعوضة الملاريا الإنسان المصاب بالمرض لتتغذى على دمه تغرز خرطومها في جلده وتفرز بعضاً من لعابها لتحليل الأنسجة المحيطة بالشعيرات الدموية .
لكي تمتص وجبتها الغذائية من الدم وفيها طفيليات الملاريا . وفي أمعاء البعوضة يتزاوج ذكور وإناث الطفيلي ، وينتج عن تزواجها أجنة دقيقة تسبح في جسم البعوضة .
هذا التحول لطفيليات الملاريا إلى ذكور وإناث وتزاوجها وما يتمخض عن هذا التزاوج من أجنة يعد أعجازا وشاهداً على قدرة الله سبحانه وتعالى ، ثم هناك أعجاز آخر في دورة حياة الطفيلي يقف العقل أمامه حائراً ذلك أن الفرصة الوحيدة للأجنة لكي تكمل دورة حياتها وتخرج من البعوضة إلى الإنسان هو أن تخرج مع لعاب البعوضة الذي تفرزه عندما تلدغ ضحيتها . وهذا نجده في مسيرة الأجنة . فهي تترك جميع أعضاء البعوضة وتتجه إلى غددها اللعابية . من أدراها بما عليها أن تفعل لتضمن لنفسها استمرار الحياة هي قدرة الله جل وعلا .