نشرت الصحف خبراً مفاده أن شخصاً يتوفى في المملكة كل سبع دقائق نتيجة لحوادث الطرق ، وأن الإصابات من حوادث الطرق تفوق النمو السكاني السنوي بثلاثة أضعاف ، إذ ارتفع عدد الوفيات الناتج عن حوادث الطرق خلال العام الماضي (1420هـ) عن العام الذي قبله بنسبة 13% ، كما أن عدد قتلى حوادث الطرق في السعودية خلال عقد التسعينات قد ارتفع بنسبة 21% عن عقد الثمانينات . وصرح مسؤول في اللجنة الوطنية لسلامة المرور بأن الحوادث المرورية في السعودية بدأت تشكل مؤشراً خطيراً ، كما أنه يعتقد أن الحملة المرورية والأمنية المطبقة حالياً في المملكة لن تغير من سلوك السائقين لأنها تركز على جانب التوعية .
منذ أكثر من عشرين سنة وأنا أردد بأن حوادث الطرق أضحت وباءً . وباءً حقيقياً له أسبابه ، ونتائجه ، ومع هذا فبالإمكان الوقاية منه أو التخفيف من حدته ، بإجراءات يجب أن تتخذ .
أسباب حوادث الطرق معروفة . فهي تتعلق إما بالطريق أو بالمركبة أو بالإنسان . وهي في بلادنا تتعلق أكثر ما تتعلق بالإنسان .. برعونته وتهوره وعدم التزامه بقواعد المرور وسلوكياته . والنتيجة هي أن حوادث الطرق أكبر سبب للوفاة بين الشباب .
ما الحل ؟
قد يقول قائل أن الحل يكمن في التوعية والتثقيف ، بيد أن المشكلة التي ستواجهنا هنا هي أن أكثر برامج التوعية والتثقيف قد تنجح في تغيير المعلومة وليس السلوك .
إذاً لا بد من حل آخر حاسم وفعال . ذلك هو تطبيق الأنظمة والقوانين المرورية وما يتصل بها من عقوبات ، بصرامة ، وعلى الجميع . يتساوى في ذلك الكبير والصغير ، المواطن وغير المواطن ، العامل البسيط والموظف ذو الشأن .
وهذا لن يتأتى إلاّ بمراجعة موضوعية للأنظمة واللوائح وتفعيلها ، وتدريب رجال المرور على تنفيذ هذه الأنظمة و تطبيقها ، وعدم إعطاء رخصة القيادة أو تجديدها إلاّ لمن يثبت أنه تلقى تدريباً مكثفاً في أسلوب القيادة الدفاعية . وهو تدريب لا يكلف شيئاً يذكر . ولكنه مع بقية الإجراءات التي ذكرت يمكن أن ينقذ حياة الألوف بإذن الله ، وإن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن .
وأخيراً أشيد بالجهد الذي تبذله إدارة المرور في نشر جنود المرور عند تقاطع الشوارع الرئيسية لتنبيه السائقين والركاب لأهمية ارتداء حزام الأمان . وأرجو أن يضاف إليها التنبيه بعدم أركاب الأطفال في المقاعد الأمامية .