جمعني مجلس بأربعة من الشباب في مراحلهم الأخيرة من التعليم الجامعي؛ اثنين يتلقيان تعليمهما في المملكة والآخرين خارجها أحدهما في سويسرا والآخر في الإمارات.
ــ ما هي آمالكم وطموحاتكم في المستقبل؟ سؤال طرحته عليهم.
ــ أحدهم يريد الستر ولا شيء غير الستر، والثاني يتمنى أن ينشئ دارا للأيتام يرعاهم ويكفلهم، والثالث يطمح إلى أن ينشئ سلسلة من المدارس على نمط عال من التعليم، أما الرابع فلا يعرف بالتحديد ماذا يريد.
ــ سألت من يطمح منهم لإنشاء المدارس، هل الهدف من ذلك جمع المال؟
ــ قال لا، ليس المال وإنما هو إصلاح المجتمع من خلال التعليم.
ــ السؤال التالي الذي فرض نفسه: هل لدينا مشكلة في التعليم؟
ــ قالوا: نعم هناك مشكلة، التعليم في بلادنا لا يهيئ الشباب للحياة العملية المنتجة.. أو الإبداع!!
ثم أردفوا بأن المسؤولية في هذا ليست قاصرة على المؤسسات التعليمية وإنما يشاركها في المسؤولية البيت والمجتمع.
ــ كيف؟
ــ أجابوا بأن الطفل عندنا لا يربى من الصغر على احترام العمل، فالشاب يعتمد على والده في مصروفه إلى أن يتخرج من الجامعة وربما بعدها. أما في المجتمعات الأخرى وبخاصة الغربية، فإن الشاب يدرب على تحمل مسؤولية نفسه. فتراه في مرحلة الدراسة يعمل في الإجازات أو بعد انتهاء اليوم الدراسي، سواء كان ذلك في مطعم أو متجر أو مصنع. يجمع القرش فوق القرش ليوفر مصاريفه الشخصية. وفي الوقت نفسه يتعلم تحمل المسؤولية واحترام العمل مبكرا في حياته.
ــ سألتهم: ما رأيكم في ما يقال عن بطالة خريجي الجامعات؟
ــ أجمعوا على أن المسؤولية هنا أيضا مشتركة، بعض الشباب توقعاتهم عالية، إذ يتطلبون الكثير وهم ليسوا مؤهلين للعمل الجاد المنتج، والشركات والمتاجر والمصانع مطالبة نظاما بالسعودة. وينتهي الأمر في بعض الأحيان إلى أن يوظف صاحب العمل شبابا سعوديين يعطيهم في الشهر ألف ريال ويطلب منهم أن يبقوا في بيوتهم مقابل أن تسجل أسماءهم في شركته ليغطي متطلبات السعودة.. ترى هل هذا صحيح؟
ــ استمر حديثنا عن التعليم وتطرق إلى طرق إصلاحه؟
ــ اثنان قالا بأن العبرة في إصلاح التعليم بالارتقاء بالمعلم، وأردفا بأن أى جهد أو مال يبذل في هذا السبيل سيكون مدعاة لتعليم أفضل. الثالث ركز على قضية تطوير المناهج ووسائل التعليم وكيف يجب أن تتناسب مع متطلبات العصر وطموحات أولياء الأمر في بلادنا بأن نكون أمة متقدمة علميا وعمليا. أما الرابع فرأى أن يركز على أهمية التعليم والتدريب على رأس العمل، وكأني به يشير الى التعليم المفتوح الذي بدأنا أول خطواته. لا أخفيكم أن صدري أثلج وأنا استمع إلى حوار الشباب وتوجهاتهم وأمانيهم وطموحاتهم. وأسأل الله أن يوفق ولاة أمرنا والمسؤولين عن التعليم والتدريب والعمل في بلادنا إلى ما يصبون اليه من الرقي بالتعليم والتدريب وفرص العمل.