هذه قطوف من الذكريات سميتها صدى الأيام . آمل أن استعرض فيها لمحات من حياتي . ترددت كثيراً قبل أن أقدم على كتابتها ، إلى أن جاءت زيارتي إلى الولايات المتحدة الأمريكية في صيف عام 2000م لتحسم هذا التردد . إذ أثارت الزيارة في نفسي من الخواطر والذكريات ما جعلني أقرر البدء في كتابة مذكراتي عل في بعض جوانبها شيئاً من الفائدة .
ماذا سأقول ؟ وهل أقول كل ما عندي ؟
ذلك أمر مستحيل . فلكل منا جوانب في حياته يحرص على أن يبقيها لنفسه .
لا أقل إذن من أن يتسم حديثي بالصدق والموضوعية . هذا إذا كان في الحديث عن النفس قدر كافٍ من الموضوعية .
يبقى سؤال آخر يطرح نفسه . لِمَ اكتب ذكرياتي ؟
الإجابة هنا سهلة وممتنعة في آنٍ واحد . من السهل أن أدعي بأن دافعي للكتابة هو إلقاء الضوء على تجربتي في الحياة ، حلوها ومرها ، وما قد يكون فيها من العظة والعبرة للشباب . وأصعب من ذلك أن أقول إنَّ فيها شيئاً من تحقيق الذات .
سوف أقسم ذكرياتي إلى مراحل : نشأتي في مكة المكرمة ، ودراستي في مصر وألمانيا وأمريكا ، ثم وأنا في معترك الحياة الوظيفية .
ولا يسعني إلا أن أشكر الزميلين والصديقين الدكتور راشد بن راجح الشريف والدكتور صالح المالك على مقترحاتهما القيمة التي أبدياها على مسودة “صدى الأيام” .