على مدى ما يقرب من عشر سنوات درجت على نشر عمود أسبوعي قصير في صحيفة المدينة بعنوان (في ركني) استعرض فيه قضايا متفرقة صحية وتعليمية واجتماعية.
لم يكن يدور في ذهني أن أضم هذه المقالات في كتاب، بيد أن إلحاح بعض الأصدقاء شجعني على تنفيذ الفكرة.
بين يدي القارئ يتناسب مجموعة من المقالات حول الصحة . أجريت فيها بعض التعديلات بما يتناسب مع نشرها في كتاب . وأسأل الله أن يجعل في هذا العمل بعض الفائدة .
لم تنقطع عبر التاريخ محاولات الإنسان لإطالة شبابه وتجديد حيويته ، وإعادته من مرحلة الشيخوخة إلى عهد الصبا .
في الستينيات من القرن الماضي ، برز اسم “أنَّا أصلان” الطبيبة الرومانية التي أعلنت عن اكتشافها لعقار “هـ 3” وزعمت فيهم زعمت أن جرعات قليلة منه كفيلة بإعادة الحيوية والشباب . ولكن سرعان ما أسدل الستار على القضية وطواها النسيان .
وفي الآونة الأخيرة ، عاد الحديث يدور في الأوساط العلمية عن عقار جديد يزعم فيه مكتشفوه أنه يعيد الحيوية والشباب إلى من بلغوا من العمر أرذله . هذا العقار لا يزال تحت التجربة . وسوف تنبؤنا الأيام إن كان هذا الاكتشاف سوف يكرم أو يهان . ذلك هو هرمون DHEA والذي يظن أنه له علاقة وثيقة بحيوية الخلايا ، تفرزه الغدة الكظرية في الجسم ، ويبدأ إفرازه في سن السابعة ، ويصل إلى أعلى مستوياته في سن الخامسة والعشرين ثم يبدأ في النقصان ، حتى إذا شارف الإنسان السبعين من العمر لم يبق منه إلا النزر اليسير . “ومن نعمره ننكسه في الخلق أفلا يعقلون” .
تقول النظرية إن إعطاء الإنسان جرعات صغيرة من هذا الهرمون ، تغسل شوائب الجسم ، وتعالج تصلب المفاصل وتجاعيد الوجه وضعف الذاكرة ووهن الأعصاب.
لسنا في حاجة إلى انتظار نتائج التجارب على هذا العقار ، فهناك قواعد أساسية في الحياة ، لو عنينا باتباعها فإننا حريون بأن نضيف إلى سنوات عمرنا حياة ، وقد لا نحتاج إلى هذا اللون أو ذاك من ألوان العقاقير .
